الثورة هي الكلمة التي لم نكن نتوقع ان يتم استخدامها لوصف احداث سياسية في القرن الواحد و العشرين و خصوصا في عالمنا العربي الذي يزخر تاريخه الحديث بالعديد من الثورات التي لم تحقق للشعوب العربية سوى تأجيج العواطف و اطلاق الشعارات الخاوية و العيش في عالم من الاوهام و الوعود الكاذبة و لكننا عجزنا عن الحصول على اي كلمة تصلح لوصف مجموع الاحداث التي المت بتونس- بدءا من المظاهرات التي اطلقها البوعزيزي انتهائا بخروج الرئيس زين العابدين بن علي و حل حزبة السياسي مؤخرا- سوى كلمة الثورة التي تصف حالة الهيجان و الفوضى اللتان اجتاحتا الشارع التونسي نتيجتا لانهيار النظام السابق.
فالثورة بحد ذاتها حدث مؤسف لا يستدعي الفرح -بغض النظر عن موقفنا من الانظمة التي قامت عليها الثورة- فمعظم الثورات و على مدار التاريخ بدأت بالانتقام قبل التسامح بحجة اخذ حقوق الشعب المسلوبة و الشعب هنا لا يشمل رموز النظام القديم و المستفيدين منه مهما بلغ عددهم فهؤلاء خونة لا مكان لهم بين الشعب و لا على كل من يخالف الثوار الرأي فهؤلاء أعداء الثورة فتنحصر كلمة الشعب هنا على الثوار و من يطبلون لهم بحيث تباشر الثورة الهدم قبل البناء بحجة ابادة كل ما له علاقة بالنظام السابق بخيرة و شرة و هي في ذالك كالعلاج الكيميائي الذي يستخدم لمحاربة المرض الخبيث الذي كثيرا ما يقضي على الخلايا السليمة و السرطانية معا مخلفا اعراضا خطيرة تترك اثارها على صحة الانسان طيلة عمرة فلا يمكن التصور بأي حال من الاحوال ان يفرح شخصا ما لان عزيزا عليه يخضع للعلاج الكيميائي ناهيك عن أن يروج له لمن لا تستدعي حالتهم المرضية هذا العلاج الخطير
فالمستغرب الان هو الترويج الحاصل للثورة التونسية لبقية الدول العربية و في مقدمتها الثقل الاستراتيجي للأمة العربية مصر -والتي و للمفارقة عانت الكثير من القمع و الطغيان و تظليل الحقائق على يد ثوار يوليو المجيد!!!- فمن المؤسف ان يتم سرقة تضحيات الشباب المحتجين على بعض الاوضاع المادية في بلادهم من قبل النخب الانتهازية التي لا هم لها سوى الانتقام من النظام مهما كلف الثمن فالرئيس حسني مبارك عين نائبا له مما قضى نهائيا على مخاوف التوريث و اقال حكومة رجال الاعمال التي ادت تصرفات بعض رموزها الى خروج المحتجين الى الشوارع و اعلن عدم ترشحة لفترة رئاسية اخرى و أمر ببدء الحوار مع الشباب المحتجين
و هو بذالك قد استئصل كل الخلايا الغير سليمة في جسم الدولة المصرية التي كانت مثار عدم ارتياح لقطاعات كبيرة من الشعب المصري و سبب من اسباب خروج المحتجين للشوارع و لا يمكن فهم رفض النخب الانتهازية و الاعلام الخارجي التحريضي الذي يقف وراء المرابطون في ميدان التحرير لكل هذة الخطوات الايجابية من جانب الرئيس الا على انها دعوه للفوضى لا الديمقراطية و الاستيلاء على السلطة عن طريق الجيش لا تداولها.
نحمد الله ان ابواق سماسرة العلاج الكيميائي للدول لم تجد لها اذانا صاغية لدى أغلبية مثقفي دول مجلس التعاون الذين ابتعدوا عن الخطابات الثورية و اقتنعوا بخطر هذا العلاج الكيميائي على اوطانهم فوقفوا وراء انظمتهم الشرعية النابعه من عادات و تقاليد و ثقافات المنطقة و التي اعتادتها شعوبها منذ مئات السنين. بل ان هذة الانظمة احتوت في فترة من فترات تاريخها الحديث ابناء شعبها الذين اختاروا طريق الثورة في الخمسينيات و الستينيات من القرن الماضي لظروف معينة في وقتها. كما حدث في التجربة العمانية التي قادها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم في مطلع السبعينيات الذي جمع العمانيين في نظام واحد لا ثوري و لا رجعي بل عماني و عماني فقط يهتم لمصلحة الوطن و المواطن قبل كل شي لا لمصلحة الايدلوجيات و الاوهام و الشعارات الخاوية.
فالمستغرب الان هو الترويج الحاصل للثورة التونسية لبقية الدول العربية و في مقدمتها الثقل الاستراتيجي للأمة العربية مصر -والتي و للمفارقة عانت الكثير من القمع و الطغيان و تظليل الحقائق على يد ثوار يوليو المجيد!!!- فمن المؤسف ان يتم سرقة تضحيات الشباب المحتجين على بعض الاوضاع المادية في بلادهم من قبل النخب الانتهازية التي لا هم لها سوى الانتقام من النظام مهما كلف الثمن فالرئيس حسني مبارك عين نائبا له مما قضى نهائيا على مخاوف التوريث و اقال حكومة رجال الاعمال التي ادت تصرفات بعض رموزها الى خروج المحتجين الى الشوارع و اعلن عدم ترشحة لفترة رئاسية اخرى و أمر ببدء الحوار مع الشباب المحتجين
و هو بذالك قد استئصل كل الخلايا الغير سليمة في جسم الدولة المصرية التي كانت مثار عدم ارتياح لقطاعات كبيرة من الشعب المصري و سبب من اسباب خروج المحتجين للشوارع و لا يمكن فهم رفض النخب الانتهازية و الاعلام الخارجي التحريضي الذي يقف وراء المرابطون في ميدان التحرير لكل هذة الخطوات الايجابية من جانب الرئيس الا على انها دعوه للفوضى لا الديمقراطية و الاستيلاء على السلطة عن طريق الجيش لا تداولها.
(كتبت بتاريخ 11 فبراير 2011م)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق