الجمعة، 25 فبراير 2011

انصاف الرجعية بالثورة على الثورجية

في اول بيان له كزعيم للضباط الاحرار في ليبيا أعلن العقيد القذافي للشعب الليبي انه تمت الإطاحة بالنظام الرجعي المتخلف المتعفن الذي ازكمت رائحته  الانوف و تراقصت الشعوب العربية من اقصاها الى اقصاها فرحا بالاطاحة بنظام رجعي اخر بعد النظام الملكي الهاشمي في العراق و المملكة المتوكلية و سلطنات و مشيخات الجنوب العربي في اليمن في الوقت الذي كانت الشعوب العربية تعاني فيه من اثار الهزيمة الناصرية التي اصطدمت بها احلامها القومية البريئة لتأتي ثورة الفاتح من سبتمبر لتفتح على الشعوب العربية باب الامل بعد تلك الهزيمة المحزنة-لم اقتنع بتفسير اخر لسبب تسمية هذه الثورة بثورة الفاتح من سبتمبر غير فتح باب الأمل لهذه الشعوب المسكينة و ملهمها جمال عبدالناصر- مستبشرين بإمكانية الاطاحة بالانظمة الرجعية المتبقية و التي كانت شعوبها تواقه بالفعل للتخلص من مثل هذة الانظمة العميله التي صورت على انها شر مطلق يعوق التقدم الوحدوي المنشود في إطار تصوير الثورة على الامبريالية و الاستعمار و عملائهم الرجعيين على انها غاية الغايات التي تهون من اجلها كل الوسائل.
 متجاهلين -او جاهلين في حالة الثورجية- ان السياسة هي فن الحصول على الممكن حينها وقع العسكر في مأزق بعد تسلمهم السلطة حيث و جدوا ان معظم الوعود التي قطعوها لشعوبهم ليست سوى اوهام اسثارت عواطفهم و عواطف شعوبهم لا يمكن تطبيقها على ارض الواقع فخرجوا عليهم بنظرية المؤامرة العالمية على الأمة العربية العظيمة التي تعيق تحقيق الامل المنشود و صدقت الشعوب العربية المسكينة ان ما في البلد الا هذا الولد البلد هنا العالم و الولد يمثل الشعوب العربية و ظل كل الزعماء الثوريين يرددون الشعارات الكاذبة على شعوبهم خائفين من إظهار الحقيقة المره لشعوبهم بعدما استلذوا منافع السلطة و ابهتها و اخذوا في ضرب بعضهم البعض بتهم التواطوء و العمالة ضد الوهم العربي المقدس  و هاهي الشعوب العربية اليوم تثور على هذه الانظمة الثورية العتيدة فلطالما لعب القذافي بورقة محاربة الاستعمار ليلهي احفاد عمر المختار عن مطالبة الحقيقية المشروعه في الامن و العدالة و اخذ يبدد اموال الشعب الليبي في تمويل المحاولات الانقلابية و العمليات الارهابية و شراء اسلحة ترضي طموحة الشخصي الغريب و من (بتشديد النون) على شعوب العالم الثالث بالكتاب الاخضر الذي طرح فيه نظرياته حول حكم الشعب و اعلن انه قائدا للثورة التي منحها للشعب الليبي و وجب عندئذ على الشعب الليبي تقديس هذا الرمز العظيم و ابنائة فوالدهم هو من انعم على الدنيا بأسرها بهذا الكتاب العظيم المقدس الى ابد الدهر كما اراد له القذافي و كل من يخالف هذا الكتاب الاممي العظيم خائن لا مكان له بين الليبين و اخذ الليبين المعارضين يتقاطرون على الدول الغربية التي لطالما صفقوا و هتفوا ضدها مع معمر القذافي فأخذ الليبيون يعون ان الكتاب الاخضر ما هو الا وسيلة اتبعها القذافي ليضمن بقائة في السلطة و بقاء ابنائة من بعده قادة لنفس الثورة الجماهيرية  و ان الامل الذي فتحت بابه ثورة القذافي و رفاقة بعد ان كاد يغلق بالهزيمة المنكرة لسياسات جمال عبدالناصر لم يكن سوى وهم استثار عواطف العرب قبل عقولهم و ان التعامل مع الواقع بعقلانية افضل من العيش في احلام وردية زائفه تنتهي بكابوس مشابه لما يحدث اليوم في ليبيا و ان نسبة الخير في النظام الملكي اكبر من نسبة الشر فيه  و نسبة الشر في الانظمة الثورية اكبر من نسبة الخير فيها فأخذوا يرفعون علم الاستقلال الليبي الملكي حارقين كل الرموز الثورية البائدة!!.
في النهاية لا يسعنا الا ان نحمد الله على انهزام الافكار الثورية في بلادنا على يد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم في بداية النهضة المباركة و نأمل ان يستفيد الميالون للإتجاهات الثورية في بلادنا من هذه الدروس التي نشاهدها اليوم في مصر و تونس و اليمن و ليبيا.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق