السبت، 3 ديسمبر 2011

عمان و الخليج: عندما يمكر المثقف

في ظل الزيادات التي شهدتها رواتب الموظفين الحكوميين في الشقيقتين قطر و الامارات هذه السنة ازدادت المقارنة بين مستوى معيشة المواطن العماني و أشقائه في تلك الدول المجاوره بل ان بعضا من المثقفين المتثورين (او الثوريين) المعجبين بسيناريوهات الصّورة المصرية و السورِه السوريه بل ربما الثورررررره اليمنية السلميه التي سقط فيها المئات من القتلى حتى الان. اخذوا  ينشرون بين البسطاء من عامة الشعب ان هذا التفاوت ما كان ليكون لولا الفساد في عمان فلولا هذا الفساد لاستطاعت عمان ان توفر لمواطنيها مستوى معيشه لا يقل عن مستوى معيشة الجيران الأشقاء ان لم يكن اعلى منهم. اوليست عمان دولة نفطية خليجية؟ يستفهم المثقفون المتثورون بوجوه ملؤها المكر بل انهم يضيفون ان عمان دولة حباها الله بكثير من الخيرات كالزراعه و الثروه السمكيه و البيئة السياحية و هم بذالك كمن يعد النعامة بالطيران اذا تمكنت من تخفيف وزنها.
اي نعم عمان دولة نفطيه و لكن لا يمكن مقارنة انتاج عمان من النفط بانتاج الأشقاء في الدول المجاورة كما انه لا يمكننا مقارنة عدد العمانيين بعدد الاشقاء الإماراتيين و القطريين و الكويتيين فلو عملنا بمقترح الزعيم الليبي الراحل بتوزيع مداخيل النفط مباشرة على الشعب لحصل الفرد العماني و السعودي من نفط بلادهم على أقل من نصف برميل يوميا بينما يحصل الأخوة من الدول الخليجية الأخرى (عدا البحرين) على ما يقارب من اربعة براميل يوميا. فهل من العدل ان يتم مقارنة مستوى معيشة العماني و السعودي بمستوى معيشة من يفوقهم في الدخل بما يقارب سبعة اضعاف. هذه المقارنة المجحفة لا يمكن الرد عليها الا بقوله تعالى : إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً  فالله تعالى قدر بأن تكون ثروات تلك الدول من النفط أكبر بكثير من ثروة عمان النفطيه من هنا يجب علينا الرضا كعمانيين بما قدره الله لنا من ثروات و تمني الخير لإشقائنا في دول الجوار و الدعاء بأن يرزقنا الله كما رزقهم و التركيز على ما يمكن عمله بالثروات المتوفره لدينا بدلا من مقارنة انفسنا مع من يفوقنا في الدخل بكثير. لا ان نطالب الحكومة بمطالب يعلم المثقفون بانها عاجزه عن تنفيذها و لا ان نتصيد بعض مشاكل الدول المجاورة كمحاولة ساذجة لبرهنه تفوق مستوانا المعيشي كما يفعل بعض السذج و المثقفين المتملقين.
هذه المقارنة المجحفه يمكن ان يتم تفهمها اذا اتت من مواطن بسيط  لا يحكم الا بالظاهر و لا يعمل على تقصي بواطن الأمور و لكن ان تأتي هذه المقارنة من بعض ابناء البلد المتعلمين فذالك ما لا يمكن تفسيره الا بالإعجاب بفترة الاعتصامات التي شهدتها السلطنة و تمني عودتها فتلك الاعتصامات اصبحت بالنسبة للبعض منهم غاية لزعزعة الامن لمصلحة ايدلوجيا معينه لا وسيلة لايصال مطالب المواطنين المكافحين الكادحين في هذا الوطن.