الجمعة، 2 مارس 2012

الجزيرة و صناعة الفسق الاعلامي


اثناء تجولي في معرض مسقط الدولي للكتاب و امام احدى دور النشر السورية شهدت حوارا دار بين اثنان من العمانيين و البائع السوري في تلك الدار حيث بادر العماني بالسؤال عن سوريا و احوالها و ما اذا كان الرئيس قد تنازل عن الحكم ام لا؟ فاجابة السوري بان سوريا بخير بتكاتف الشعب مع الرئيس لم تعجب تلك الاجابة الاخوة السائلين حيث انني اظنهم كانوا يتوقعون نحيبا و عويلا من جانب الاخ السوري ضد الرئيس بشار الاسد كالذي يشاهدونه على القنوات الفضائية و في مقدمتها الجزيرة حاول الاخ السوري
افهامهم انه ادرى بالامر الواقع في بلاده عنهم ولكنهم ظلوا يصرون على المجازر التي يشاهدونها عبر الجزيرة والتي يرتكبها الرئيس بشار الاسد ضد المتظاهريين (السلميين!!) في سوريا تدخلت محاولا اقناع ابناء وطني انه ليس كل ما يرد في الجزيرة صحيح قوبل هذا التدخل بالاستغراب البادي على وجوههم و علهم ظنوا في الظنون فقد يحسبونني بعثيا او شيعيا او حتى شيوعيا تواقا لعودة الهيبه للمعسكر الشرقي
لم يسعني بعد ذالك الموقف الا ان استحضر قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )
لست هنا في موقف المدافع عن النظام البعثي القومجي في سوريا و لكنني احاول ان اكون منصفا اتجاهه -من باب اعرف الحق تعرف اهله لا يعرف الحق بالرجال- مما يحدث ضده من تشويه و تزييف للحقائق لتتناسب مع توجهات معينه ترعاها اعلاميا قناة الجزيرة.  هذه القناة التي احدثت ثورة في الاعلام العربي منذ انطلاقها سنة 1996 تحت شعار الراي و الراي الاخر تمكنت من اكتساب مصداقية غير قابله للتشكيك لدى الشارع العربي ولكنها اخذت تميل في الاحداث التي شهدها العالم العربي في العام المنصرم الى راي على حساب الراي الاخر مستخدمتاً كافة اساليب التشويه و المبالغة و الانحياز ساعية بذالك ربما الى الانسجام مع الجمهور العربي الى جانب خدمة توجهات الدولة المستضيفه على حساب المصداقية و الموضوعيه و الحياد الذي طالما تغنت به بداء لي ذالك واضحا بدءا من مبالغة مليونيات التحرير الذي لا يستوعب اكثر من سبعمائة الف نسمه على اكثر تقدير ناهيك عن المليونين كما اعلنت الجزيرة  مرورا بخبر وقوع ستة قتلى في احداث صحار انتهائاً بارقام ما يسمى بتنسيقيات الثورة السورية قد تساعد هذه التوجهات في تحقيق المزيد من الشعبية لقناة الجزيرة على المدى القصير  و لكنها ستلحق بالغ الضرر  بالمصداقية التي تتمتع بها قناة الجزيرة على المدى الطويل