السبت، 28 أبريل 2012

التعصب المذهبي بحاجه الى مركز معالجة



لا يسع للمرئ الا ان يعترف بان الاحتقان المذهبي البغيض بات يشكل خطرا قاتلا على المنطقه بعد ان استفحل فيها  جراء الغزو الامريكي للعراق الذي عمل على تأجيج المشاعر المذهبيه و بعثها من بين غبار الكتب المنسيه و دروس شيوخ الظلام الى العامه من الناس خدمة لمصالحه و تسهيلا لمهمته بإيجاد البيئه المناسبه لقاعدة فرق تسد السحريه و نتيجة لذالك تقاتل العراقيون فيما بينهم و فجروا بعضهم بعضا و لم تشفع بينهم رابطة الدم التي  فكت لحامها نيران التعصب المذهبي الاعمى و دخل العراق العظيم في نفق مظلم نسئل الله له الخروج منه في اسرع وقت ممكن. و عماننا الحبيبه في وسط هذا الوضع كقارب نجاه تتقاذفه امواج التعصب المذهبي التي تموج بها المنطقه هذه الايام بسبب رياح السياسه العدائيه بين الجارتين الكبيرتين السعوديه الشقيقه و ايران الصديقه  فمع ان المذاهب الثلاث الموجوده في عمان تعايشت فيما بينها لمئات السنين في ظل تسامح كفلته طبيعة الفرد العماني السمحه الا ان هذا التعايش مهدد بالخطر الان مع هذا الاستقطاب الطائفي الرهيب  المدعوم للاسف من قبل هاتين الدولتين و المتمثل بدعم الدور المقيت الذي تلعبه قنوات الفتنه المذهبيه العفنه المنتشره بشكل كبير هذه الايام حيث لا يكاد ان يمر عليك شهر الا و تتفاجئ بظهور قناة جديده مذنبات شاشاتها (النجوم اجمل من ان يُشبه بها مثل هؤلاء) علماء الجهل و شيوخ الفتنه الذين تدور حياتهم حول تسفيه و ازدراء المذاهب المخالفه مكرسين في سبيل ذالك كل حياتهم ((العلميه!!!!!)) جاعلين من البحث عن عثرات و هفوات علماء المذاهب الاخرى و تغطية و تشويه حسناتهم هدفهم الاسمى في الحياه فهم بذالك كالذباب لا يقعون الا على الاوساخ و السلبيات.
نحمد الله ان حكومتنا كانت على قدر المسؤوليه ولم تنجر الى هذه اللعبه الوسخه و لم تقم بمنح فرصه للمتعصبين من المذهب الاباضي للظهور تحت ذريعة حماية المذهب و الذين سال لعابهم و هم يرون الجنه التي ينعم بها نظرائهم من المذهبين السني و الشيعي في الجوار الاقليمي من حريه مطلقه في نشر السموم و الفتن  ولو انهم قله و الحق يقال مقارنة بالوهابيه و الصفويه المنتشرين على الشاشات الفضائيه هذه الايام و لكنهم مرشحين للازدياد بسبب هذا الضغط الهائل من الاعلام الفضائي. كما انه لايمكننا ان ننكر الدور الذي تقوم به الحكومه ممثلة في وزارة الاوقاف و الشؤون الدينيه في نشر التسامح و التقارب بين المذاهب عن طريق الندوات و المجلات و الاصدارات العلميه (كمجلة التسامح مثلا)  الا ان هذه النشاطات تستهدف في مجملها النخبه و لا تصل الى العامه بالصوره الكافيه و بناءا على ذالك نحن في امس الحاجه الى إقامة مركز لمعالجة التعصب المذهبي (كمراكز معالجة الادمان على المخدرات) يقوم عليه علماء دين اجلاء من كل المذاهب  يستهدف كل من سلك هذا الطريق الملتوي و الفهم الخاطئ للدين و الخلط بينه وبين المذاهب و خصوصا طلاب العلم الذين يحسبهم العامه بسبب لحاهم و مظهرهم علماء اجلاء قد تمكنوا من العلم بينما هم في الحقيقه طلاب علم لم ينالوا من العلم الا النزر اليسير و الدليل في ذالك خوضهم في مسائل ترفع عن خوضها العلماء دفنا للفتنه و حفاظا على دماء المسلمين.  
حفظ الله عمان من شرور الفتنه المذهبيه البغيظه
وادام الله عليها نعمة الامن و الامان