الخميس، 13 سبتمبر 2012

عندما تسيئ أمة محمد الى محمد

في عام 2008م قام رسام كاريكتوري مغمور في الدنمارك يدعى كيرت فيسترغارد برسم كاريكتور يظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمظهر الإرهابي ولم يجد هذا الرسام العجوز افضل من أمة هذا العظيم الذي حاول الإساءة اليه لتقوم بنشر اسمه كمناضل من اجل الحرية في العالم. اخطئ البعض من الجالية الاسلامية في الدنمارك في ردة الفعل التي حاولت استثارة العالم الإسلامي لمواجهة رجل عنصري تافه فخرجت المظاهرات في معظم عواصم العالم الإسلامي و اعلن مشائخ الفضائيات الجهاد ضد زبدة لورباك الدنماركية و نادوا بالمقاطعة الاقتصادية لتركيع الدنمارك واجبارها على حرق العجوز في ميادين كوبنهاجن كما كان يفعل بالمشعوذين في العصور الوسطى و بعدما يئست جماهير المسلمين من اجبار الدنمارك على معاقبة فيسترغارد اوكلت الامر الى الخوارق لتشفي غليلها فانتشرت الإشاعات التي تحدثت عن موت العجوز احتراقا تارة و غرقا تارة اخرى جوعا تارة و متخما في الاخرى و تلاشت كل هذه الغيوم لتظهر لأمة محمد الحقيقة و هي ان العجوز الذي حاول الإساءة للنبي الاكرم حي يرزق و يعيش تحت الحماية المشددة من قبل الشرطة الدنماركية و أن المسيء الحقيقي للرسول الأكرم هو من يحاول دفع الإساءة عنه بهذه الطريقة الفاشلة التي تسببت في نتائج عكسية صبت في صالح هذا الرسام العنصري الذي اتخذ من ردة الفعل هذه دليلا على ما حاول ان يقنع الغرب به من ان الاسلام دين الإرهاب و القتل.

و في هذه الايام يتكرر الأمر مره أخرى بنشر فيلم يسيئ للنبي الأكرم من بعض المتطرفين في امريكا احدهم قام بحرق القرآن قبل ذالك فالإساءة الى مقدسات الاسلام اصبحت الطريق السريع نحو الشهرة و الأضواء لكل من يبحث عنها و قام من يدعي الانتصار للشريعة بإهداء تيري جونز و من معه مالم يكونوا يصبوا اليه اصلا فقتلوا السفير الامريكي في ليبيا لتتعزز الصورة السلبية للمسلمين في الغرب بسبب ردة الفعل هذه. يجب على المسلمين ان يفهموا ان الإساءة للرسول صلى الله عليه و سلم لن تتوقف الى ان يرث الله الارض و ما عليها فثلاثة ارباع سكان الأرض لا يدينون بالإسلام و من الطبيعي ان نجد في هذه الاعداد المليارية من البشر ثله من المتطرفين من كل الاعراق و الثقافات والأديان مما لاهم لهم سوى التعدي على آلهة الغير ناهيك عن انبيائهم و صالحيهم ولكن من غير الطبيعي ان يٌسخر الربع الأخر -اي المسلمين- جهودهم في ملاحقة هؤلاء المرضى التافهين ففي ذالك رفع من قدر ما قاموا بعمله وخدمة لهم في نشر إساءاتهم بشكل ما كان ليتحقق لولا مساعدة المسلمين المصروعين بسبب هذه التفاهات.

 أمة محمد يجب ان تعي ان دورها اكبر بكثير من ان تكون شركة علاقات عامة تعمل لحساب هؤلاء المتطرفين لتوصلهم الى ما يصبوا اليه من شهره لا يستحقونها و مكانة لم يكونوا ليحلموا بها لولا هذه المساعدة من المسلمين انفسهم فالرسول الأكرم قابل اذى جاره اليهودي بالحلم و الصفح و كان وقتها سيد المدينة و حاكمها. هذا يدلنا ان نبينا القائل ليس الشديد بالصرعة انما الشديد من يملك نفسه عند الغضب يريد لنا ان نكون كبارا في اخلاقنا لا ننزل عند المستوى الذي يطلبه منا السفهاء فدين الإسلام و نبيه اكبر من ان يمسه أحد بسوء او يتعرض له سفيه مغمور ليس لديه سوى الحقد و الضغينة اتجاه هذا الدين العظيم.