الأربعاء، 30 يوليو 2014

هل نحن أهل للديمقراطية؟؟



كتاب الرئيس التونسي الحالي المنصف المرزوقي بعنوان هل نحن أهل للديمقراطية؟ قام بكتابتة في عهد الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في العام 2001م وخرج من تونس بسبب ما تعرض له من مضابقات بعد كتابة هذا الكتاب. قدم المنصف المرزوقي كتابة هل نحن أهل للديمقراطية؟ في طبعته الجديدة وهو رئيسا للتونسيين مقيما في بيت التونسيين (قصر قرطاج الرئاسي سابقا) مكمن الإثارة في كتاب هل نحن نستحق الديمقراطية؟ هو أن كاتبه يجلس الآن على سدة الحكم والتي وصل إليها عن طريق التفاهم مع تيار الإسلام السياسي الذي أكتسح الإنتخابات في تونس من حيث انه  يختلف معه أيدلوجيا بشكل كبير و واضح. ينقسم كتاب المرزوقي هل نحن أهل للديمقراطية؟ إلى ثلاثة أجزاء.

الديمقراطية لكل الشعوب
 الجزء الأول منه حول السؤال(العنوان) حيث يعتقد المرزوقي أن السؤال بحد ذاته خبيث حيث قامت بعض النخب الاستعلائية الغربية بطرحة استصغارا لكل الشعوب الأخرى وترسيخا لنظرية التفوق العرقي الغربي. يذكر المرزوقي في الجزء الأول أن بعض الشعوب الأوربية واجهت هذه النظرة الاستعلائية في الربع الأول من القرن العشرين و يطرح المرزوقي ايطاليا و اسبانيا مثالا على ذالك حيث بررت النخب الأنجلو-سكسونية فاشية كلا من موسليني وفرانكو في الربع الثاني من القرن العشرين بعدم أهلية الشعبين الايطالي والاسباني للديمقراطية نظرا لتراثهما الكاثوليكي الاستبدادي الخالص بعكس الدول الأوربية الأخرى التي وفر لها تراثها البروتستنتي مساحات أكبر من الحرية جعلت شعوبها أكثر أهلية للديمقراطية!!  طبعا النخب الغربية من وجهة نظر المرزوقي ارتاحت لهذه النظرية لسهولة تحقيق مصالحها مع دول استبدادية مقارنة بدول غربية ديمقراطية تستعصي على الفساد و المفسدين و يشير المرزوقي إلى أن هذه النظرية تلاشت بعدما تحولت ايطاليا و اسبانيا الى دول ديمقراطية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى حسب المقاييس الغربية خلال أقل من ثلاث عقود من رواج نظرية عدم صلاحية الديمقراطية لهذه البلدان بسبب التراث الكاثوليكي!! و يرى المرزوقي أن نظرية الاستبداد الشرقي قابلة للتلاشي في الدول العربية و الإسلامية كما تلاشت نظرية التراث الكاثوليكي المعيق للديمقراطية في ايطاليا و اسبانيا.

الإجابات المثبطة
الجزء الثاني جاء بعنوان إجابات تثبيط العزائم على السؤال العنوان هل نحن أهل للديمقراطية؟ حيث يعتقد أن مقولة التدرج في مقدمة إجابات التثبيط يرى المرزوقي أن الديمقراطية لا يمكن أن تقسط و مقولات التدرج ما هي إلا محاولة من أعداء الديمقراطية لحماية مصالحهم منها و تأخير قدومها قدر المستطاع ويرى المرزوقي إن الإجابة المثبطة الثانية هي الإجابة التي يتشدق بها الإسلاميين التي تقضي بأن حكم الإسلام أفضل من الحكم الديمقراطي الغربي النابع من الثقافات الكافرة و يرد المرزوقي على الشيخ عبدالسلام ياسين الإسلامي الناقد للنظام الديمقراطي بأن الشيخ يخلط السم بالعسل في تضخيم بعض نقاط ضعف النظام الديمقراطي المتمثل بسوقية الانتخابات وتضليل شركات العلاقات العامة للرأي الشعبي لصالح عملائهم ويرى المرزوقي إن هذه السلبيات ذات تأثير قليل ولا تستحق كل هذا التضخيم المبالغ فيه لتلميع الخيار الإسلامي المتصور ولكن المرزوقي اثنى على وجهة نظر الشيخ راشد الغنوشي (شريكة الحالي في الحكم) التي تعتبر الديمقراطية اقرب صوره لتطبيق الشورى الصحيحة والتي حث عليها الإسلام و لا نعلم بالتحدبد هل ورد هذا الثناء قبل التحالف مع الغنوشي أم بعده.

آليات متعددة
 أما الجزء الثالث فقد عنونه المرزوقي بالنضال والتحدي حيث يحاول المنصف المرزوقي أن يثبت فيه انه لا يوجد شعب لا يستحق الديمقراطية أو غير مؤهل لها. يرى المرزوقي أن الديمقراطية عبارة عن آليات في خدمة أهداف تنبثق من قيم ولابد من أن تكون هذه الأهداف واضحة لتفصيل الديمقراطية مناسبة لكل شعب. يشارك المرزوقي الشيخ ياسين انتقاده للعملية الانتخابية في الغرب التي يطغى عليها سيطرة رؤوس الأموال وتلاعبها بالطبقات المحتاجه ويقترح بعض الحلول لتجاوز هذا الاستغلال للجماهير ومن ضمن هذه الحلول حل ذكرني بتقاليد انتخاب الإمام في عمان القائم على الترشيح لا الترشح يرى المرزوقي أن الشعب يجب أن يرشح ممثليه لا أن ينتخب من بين مترشحين متنفذين في الغالب و يحظون بدعم رؤوس الأموال وتتلاعب بالشعب. يقترح المرزوقي أن تتم الترشيحات الشعبية على مستوى التجمعات السكنية الصغيرة في اقتراع سري لترشيح احدهم لتمثيلهم على مستوى التجمع الذي سيقوم بدورة بترشيح شخص لمجلس المدينة والذي سيقوم بترشيح عضو برلمان و عضو البرلمان سيقوم بترشيح احد زملائه للرئاسة على أن يعرض المقعد التمثيلي (المحلي أو البرلماني أو الرئاسي) للشخص الثاني من حيث عدد الترشيحات في حال اعتذر الفائز الأول بأصوات الجماهير المرشحه له عن قبول تكليف الجماهير. شخصيا اعتقد أن المنصف المرزوقي يحلم بنظام ديمقراطي نخبوي يتجنب استغلال حرية المحتاجين ولكنه لا يصرخ بذالك احتراما للشعارات الثورية التي تتغنى بوعي الجماهير!!

أفكار غير تقليدية
المرزوقي معجب جدا بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان ويقول انه يجب أن يكون مرجعية للدساتير وأعلى منها ويرفض مقولة الخصوصية ويرى إلغاء عقوبة الإعدام من حيث أنها عقوبة وحشية و موروثة من عصور التخلف و الاستبداد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق