كتاب ستارت اب نيشن (بلد النواشئ
ان صح التعريب) قصة معجزة اسرائيل الاقتصادية
كتبه الإسرائليان دان سينور و ساؤل سيغنر على
الرغم من ان الكتاب كان من ضمن الكتب الاكثر مبيعا لدى الصحيفة الامريكية المعروفة
نيويورك تايمز لم يكن هذا السبب الحقيقي لاهتمامي بالكتاب. انجذبت للكتاب الذي يتحدث عن معجزة
اسرائيل من باب انه من المهم ان تتعرف على شعب معين من خلال ما يكتبونه هم انفسهم وخصوصا ان كان الشعب المراد التعرف عليه هو الشعب
الاسرائيلي و العرب تقريبا عديمي معرفة بما يدور في داخل
الدولة التي اذاقتهم المرار طوال ستة عقود و يكتفون بالصورة النمطية التي رسموها
حول اسرائيل حتى
كتب الراحل عبدالوهاب المسيري لم تساهم في الخروج عن هذه الصورة النمطية من حيث
انها ركزت اليهودية كدين لا على اسرائيل كدولة السبب الثاني لأهتمامي بكتاب
معجزة اسرائيل الاقتصادية ما قاله
الاعلامي الامريكي المسلم ذوي الاصول الهندية فريد زكريا حوله حيث يقول زكريا ان هذا كتاب
معجزة اسرائيل الاقتصادية يجب ان يقراءه كل رجال الاعمال و البيرقراطيين و
السياسيين العرب حيث انه سيفسر لهم الفرق الشاسع بين اسرائيل و عالمهم العربي.
فريد زكريا اعلامي على قدر عالي من الشهره في امريكا وثقت شخصيا في نجاحه وإخلاصه حيث ان نصيحته هذه قد تجلب له
المصائب عند قومه المسلمين و تدخله في دائرة المتأمرين على عالمه الاسلامي الفاشل
و الغارق في احلام اليقظه. ينقسم الكتاب الى مقدمة و اربع اجزاء تنقسم بدورها الى
اربعة عشر فصل و خاتمه و يقع الكتاب في حوالي ثلاثمائة صفحه من الحجم الصغيرابتعت الكتاب من مطار مسقط الدولي
وتسألت في نفسي كم من بيرقراطي ورجل اعمال وسياسي عماني ابتاع الكتاب؟ بناءا على
نصيحة اخوهم في الاسلام زكريا. المكتبة
الصغيرة في المطار التي اتوقع انها لولا انها تمثل علامه على جودة الخدمات في
المطار من وجهة نظر بني الاحمر لما اوجدت هناك اصلا.
قصة يهودي من أصل عراقي
نعود الى كتاب معجزة اسرائيل الاقتصادية في المقدمة يتحدث
المؤلفان عن قصة من القصص التي اوردوها لاثبات نظريتهم حول الاقتصاد الاسرائيلي
المعجزة ابطال
هذه القصة شمعون بيريس الرئيس الاسرائيلي و شاعي اغاسي رجل اعمال و(مبتكر
اسرائيلي) وهو من اصول عراقية حيث
كان جد هذا المبتكر الاسرائيلي موظف جمارك في البصرة الى ان
هاجر منها في بداية الخمسينات الى اسرائيل بعد ان تعرض للكثير من الضغوطات استغربت حينما علمت ان
الحكومة العراقية المحافظة في العهد الملكي سرحت كل موظفيها اليهود بعد قيام دولة
اسرائيل تحت الضغط الشعبي المعادي لليهود طبعا هذا الاجراء ساهم في
خدمة الدولة الوليدة التي كانت تتوسل كل اليهود الى الهجرة اليها لدعم الدولة
اليهودية الوليدة هذا
الاجراء القاضي بطرد اليهود من اعمالهم الذي اثبت خطاءة يثبت خطاء الانقياد وراء
عواطف الشعوب التي هي من
اهم اسباب تردي عالمنا العربي طبعا اصحاب نظرية المؤامرة
سيقولون ان الوكالة اليهودية قامت بدور كبير في ترويع اليهود في العالم العربي
لحثهم على الهجرة لاسرائيل وقد
نسلم بصحة هذه المقولات و لكننا لا ننكر الدور السلبي للمشاعر المعادية لليهود في
ذالك الوقت في تدعيم هجرة اليهود العرب للدولة الوليدة المهم نرجع للقصة الواردة في
مقدمة الكتاب.
السيارة الكهربائية عدوة العرب
تتحدث القصة عن
تبني شمعون بيريس لفكرة شاعي اغاسي التي تهدف الى ان تتخلى اسرائيل عن النفط. النفط الذي يمثل بحسب وجهة
نظر الاسرائليين المصدر الرئيسي لتمويل الارهاب!! كيف لا وعوائده الضخمة تذهب الى
جيوب ابناء عمومتهم العرب لكنني اعتقد ان مساهمة النفط في تحقيق نوع من التنمية في
بعض الدول العربيه هو السبب الاهم لحماس الرئيس الاسرائيلي للتخلص منه المهم ان اغاسي الذي عمل في
عدة مناصب ريادية في شركات صناعة السيارات خطرت له فكرة تساهم في التقليل من
الاعتماد على النفط اغاسي
أمن في ان السبب الرئيسي لعدم انتشار السيارات النظيفة هو غلاء سعرها وانخفاض
فعاليتها مقارنة بالسيارات المعتمدة على البترول. اغاسي اعتقد ان غلاء السيارة
الكهربائية يكمن في غلاء بطاريتها و شبه محاولة بيع هذه السيارة ببيع السيارة
العادية مع دفع قيمة وقودها مقدما لذا
فكر الاسرائيلي اغاسي في حلين مكلفين على المدى القصير و ناجحين على المدى الطويل
لتخطي مشكلة السيارة الكهربائية يكمن
الحل الاول في انشاء بنية تحتية توفر نقطة تعبئة للسيارات الكهربائية في كل مواقف
السيارات في دولة اسرائيل و البالغ عددها نص مليون موقف بحيث يتمكن مستعملي السيارة
من تعبئة بطارية سياراتهم الكهربائية اثناء تواجدهم في اعمالهم ومنازلهم
ومنتزهاتهم اي في كل مكان تقريبا و
يكمن الحل الثاني في بيع السيارة على الطريقة التي تبيع بها شركات الاتصالات
الهواتف النقالة في اوربا بحيث يتم منح الهاتف مجانا مقابل تحويل الزبون اشتراكه
الى تلك الشركة. فالاسرائيلي ما عليه سوى ان يدخل لشركة السياره الكهربائية و يوقع
العقد ويحصل على سيارته مجانا و
الشركة ستحصل على ربحها من عوائد خدمات الشحن الكهربائي للسيارات المنتشره في كل
المواقف الاسرائيلية اوصل
اغاسي حلمه هذا الى الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس ليساعده على تحقيقة لما فيه من
خير لصالح وطنهم الحبيب اسرائيل و تبنى
الرئيس الاسرائيلي المشروع على الفور وساعد اغاسي على التواصل مع كافة اجهزة
الدولة الاسرائيلية لتطوير مشروعه للذهاب به الى مؤتمر دافوس طبعا مؤتمر دافوس للتذكير هو
نفس المؤتمر الي انتفض فيه اردوغان في وجه بيريس احتجاجا على عدم اعطائه الوقت
الكافي واحرج عمر موسى. في
هذا المؤتمر الذي يجمع نخبة السياسيين والاقتصاديين حول
العالم للتناقش حول مستجدات هذه الكرة الارضية شمعون انتهز الفرصة وعرض المشروع من
باب ان العالم سيكون افضل اي ان القضية لم تعرض على انها قطع لرزق العرب بل محافظة
على الكرة الارضية من اشرار التلوث النفطي وما ان عرض شمعون بيريس فكرة
اغاسي لمجموعة من القياديين في عالم صناعة السيارات حتى تم تسفيهها و الاستخفاف
بها من قبل اساطين عالم صناعة السيارات لكن الرئيس الإسرائيلي بيريس لم ييأس من هذا الاستخفاف
بل ازداد ايمانا بالفكرة و تشجيعا لصاحبها الذي بدء يخيب امله جراء الاستخفاف الذي
لاقته فكرتة في المؤتمر.على هامش المؤتمر التقى شمعون بيريس بكارلوس غصن فاخذ يشرح
له الفكرة بإسهاب على تقنع هذا الرجل ذي الاصول اللبنانية. كارلوس غصن لمن لا يعرفة هو
الذي انقذ شركة نيسان من الانهيار بل انه سجل ارقاما قياسية في الارباح خلال سنتين
من توليه ادارة الشركة اليابانية العملاقة. طلب كارلوس غصن قراءة مشروع
اغاسي و بعد ان قرأة رد قائلا انه يتفق معه فالمستقبل الان للسيارات الكهربائية
موافقا بذالك على الاشتراك فالمشروع وتمكن اغاسي بعد دعم غصن للمشروع من تأسيس شركتة
التي اسماها بيتر بليس اي المكان الافضل برأس مال قدرة مئتي مليون دولار.المشروع
بدء في العمل في اسرائيل وهذه صوره للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس مع اغاسي صاحب
شركة بيتر بليس عند تدشين عدوة العرب السيارة الكهربائية الاسرائيلية.
في عام 2012 قامت عدة بلدان بتوقيع عقود بمبالغ
طائلة مع شركة بيتر بليس الإسرائيلية للتخلي تدريجيا عن النفط الملوث من ضمنها
استراليا والدنمارك. من خلال ايراد هذه
القصة في مقدمة الكتاب حاول الكاتبان شرح فكرة الاقتصاد الاسرائيلي القائم على
الابتكار وهذا ما سيفصلونه في كتابهم.
إسرائيل الثانية بعد الولايات المتحدة
الكاتبان يفتخران بأن اسرائيل هي الدولة الثانية في الترتيب
من حيث عدد الشركات الناشئة سنويا بعد امريكا طبعا اغلب هذه الشركات قائمة
على الابتكار وليس على الاتجار بالتأشيرات و الإقامات كحال معظم الشركات الناشئة
الخليجية كما
يفاخران ان اسرائيل لديها النصيب الاكبر من الشركات المدرجه في ناسداك بعد
الولايات المتحدة الامريكية اي اكثر من شركات الدول الاوربية المدرجة في ناسداك
مجتمعه ناهيك عن العربية.
دور المؤسسة العسكرية الإسرائيلية
يذكر الكاتبان ان اسرائيل هي الاولى في العالم من حيث نسبة
الانفاق على البحوث والتطوير من الناتج الاجمالي القومي والتي تبلغ 4.5% كما يذكر الكاتبان في كتابهما
معجزة اسرائيل الاقتصادية ان اقتصاد اسرائيل لم يتأثر بالحرب بين لبنان و اسرائيل
عام 2006م. بل
ان سوق المال الاسرائيلي في نهاية هذه الحرب سجل ارتفاعا لان الاقتصاد الاسرائيلي
لا يعتمد على المباني والسياحة التي تتأثر بصواريخ حزب الله بل يعتمد على العقول
الاسرائيلية المبتكرة وخصوصا في مجال التكنلوجيا التي لا تتمكن اي صواريخ من هدمها
ونسفها. المثير
للاهتمام ان المؤلفان لا يعتقدان ان الصورة النمطية عن اليهود بصفتهم اذكياء في
الغرب هي سبب نجاح هذه العقلية المبتكرة بل يعزيان الامر الى العسكرية الاسرائيلية التي
توفر للمنتسبين اليها بيئة تشجعهم على الريادة و الاتقان. من المعلوم ان كل
الاسرائيلين يخدمون فيه عدا
العرب الاسرائيلين و طائفة من اليهود المتشددين الذين يحرمون الانتساب الى الجيوش
ويشير المؤلفان ان هاتين الفئتين تكاد تنعدم فيهم العقول المبتكرة التي يحظى بها
الاسرائيلين الذين ادو الخدمة العسكرية في الجيش الاسرائيلي الكتاب يشير الى ان الجيش
الاسرائيلي يفرز المتقدمين اليه بشكل منظم ويوزعهم على وحداته بناءا على نتائج
اختبارات الدخول فالاسرائيلين
يحرصون على دخول ابنائهم لوحدات النخبة في الجيش الاسرائيلي لان ذالك سيساعدهم على
تأمين مستقبل افضل لهم في عالم الاعمال. يقول المؤلفان ان الامريكي مثلا يقيم عند تقدمه
الى وظيفة بناءا على الجامعة التي ارتادها مثل الجامعات الشهيرة يال او هارفرد ولكن الاسرائيلي يقيم بناءا
على الوحدة العسكرية النخبوية التي ادى فيها خدمته العسكرية.
المقاطعة العربية
يتحدث الكتاب عن المقاطعه العربية لكل الشركات التي تتعامل
مع اسرائيل والتي كانت في اوجها فالستينات والسبعينات وقد رضخت لها العديد من
الشركات العالمية وخصوصا الاسيوية فمعظم
شركات السيارات اليابانية رضخت للتهديدات العربية عدا سيارة سوبارو التي استحقت
غضب العرب نتيجة تعاملها مع اسرائيل. ويقول الكاتبان ان اسرائيل ردت على هذه
المقاطعه العربية بقولها
كلما حاول العرب ان يغفلوها في وجهي كلما سأريهم اني استطيع ان افتح ابواب اخرى
كما علقت شخصية اسرائيلية اخرى ان الفضل الاكبر للتطور الاسرائيلي في مجال التقنية
يرجع الى المقاطعة العربية و شارل ديغول فمقاطعة العرب وديغول اجبرتهم على الاعتماد على
انفسهم بعد ان كانوا يعتمدون على الاسلحة الفرنسية في العشرين سنة الاولى من عمر
دولتهم الناشئة. طبعا
شارل ديغول ادار ظهره لاسرائيل ارضاءا للعرب الذي حاول ان يتصالح معهم بعد استقلال
الجزائر ومنع تصدير الاسلحه لاسرائيل.
صناعة الطائرات
ويتحدث الكتاب ايضا عن قصة دخول صناعة الطائرات
الى اسرائيل في الخمسينات وعراب هذه الصناعة الرئيس الحالي شمعون بيريس تقول
القصة ان شمعون بيريس اقنع ديفيد بن غورين الرئيس المؤسس لاسرائيل بأهمية فتح ورشة
لإعادة تأهيل الطائرات القديمة الرخيصة لتخدم في الجيش الاسرائيلي على امل ان تشكل هذه الورشة
نواة صناعة الطيران الاسرائيلية.لاقت هذه الفكرة معارضة كبيرة من معظم السياسيين
الاسرائيلين فكيف
يصح ان تهتم دولة بصناعة طيران في حين انها مشغولة بالحفاظ على كيانها الوليد في
وسط بحر من الاعداء يهددون وجوده. وزير
المالية الاسرائيلية في ذالك الوقت تعهد لبيريس انه لن يحصل على اي فلس من خزانته
وطلب منه ان يتناسى هذه الفكرة العاطفية ولكن الرئيس الاسرائيلي في ذالك الوقت ديفيد بن
غورين ايد الشاب بيريس وتعهد بدعمه. قام بيريس بدعوة يهودي امريكي يعمل في تهريب
السلاح اي انه اشبه برجال المافيا للمشاركة
في تأسيس هذه الشركة لجلب قطع الغيار التي ليس من الصعب على هذا اليهودي الامريكي
الحصول عليها بحكم خبرته وبالفعل تحقق ما يطمح له بيريس واصبحت اسرائيل من اكبر
الدول في مجال صناعة الطيران بعد مرور سنين عديدة على تأسيس هذه الورشه النواه.
يشير
الكاتبان عن عدد من الابتكارات الاسرائيلية ومن ضمنها نظام الري بالتقطير الذي
ابتكره اسرائيلي في منتصف الستينات كما
يرجع الكاتبان بعض الفضل للمهاجرين الجدد. من حيث ان المهاجرين غالبا ما يكونوا
مغامرين من اجل حياه افضل. يستفيض الكتاب في ذكر قصص لبعض الشركات الناجحه التي
تمثل الدعامه لاقتصاد اسرائيل القائم على الابتكار والتي خرج معظم مؤسسيها من رحم الفرق النخبوية في الجيش
الاسرائيلي.
مقارنة
بين إسرائيل و دبي
عنوان
الفصل الثالث عشر من كتاب معجزة اسرائيل الاقتصادية بعنوان معضلة الشيوخ والذي
يقارن فيه المؤلفان اقتصاد اسرائيل بإقتصاد دبي. ويستشهد الكاتبان بكتب كريستوفر ديفيدسون الموجه
أغلبها ضد إمارة دبي والمكرسة لفكرة اقتصاد الفقاعه في دبي. حيث يرى الكاتبان انه
مع تواجد العديد من الشركات العالمية على ارض دبي الا انها فتحت مكاتبها هناك لغرض
التسويق لا لغرض البحث العلمي والابتكار كما هو الحال في اسرائيل.
ترجمة
عربية
مركز الامارات
للدراسات قام بترجمة هذا الكتاب الى اللغة العربية ولكنه قام بتغيير عنوان الكتاب
الى بناء الدولة الخدمة العسكرية و دورها في تطوير الأقتصاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق