كتاب
سقوط عرب الكونغو للانجليزي سيدني هايند الضابط المشارك في الحرب
العربية(العمانية) البلجيكية التي دارت في اواخر القرن التاسع عشر. مؤلف الكتاب
طبيب انجليزي التحق بقوات ملك بلجيكا الساعية للتفرد بالكونغو دون العرب العمانيين
الذين سبقوهم في استكشاف المنطقة ومد نفوذهم فيها لما تملكه من ثروات طبيعية. نشبت الحرب في العقد الاخير من القرن التاسع عشر بعد ان ضاقت
الكونجو بحكومتين إحداهما عربية عمانية وأخرى بلجيكية وأصبح لزاما أن تسقط إحدى
هاتين الحكومتين. الحكومة العمانية تأسست على يد التاجر العماني حمد المرجبي المعروف
بتيبو تيب الذي تمكن من كسب ولاء زعماء القبائل الأفريقية ليسيطر على شرق الكونغو.
تمكن تيبو تيب من خلال سيطرته على شرق الكونغو من السيطرة على مصادر تجارة العاج
لصالح سلطنة زنجبار الأمر الذي لم يناسب بلجيكا التي أرادت أن يتبع تحول مركز
تجارة العاج والمطاط (السلعة الواعدة في ذالك الوقت) الى مستعمرتها الجديدة في غرب
أفريقيا على حساب شرق أفريقيا وعاصمتها زنجبار. خلفت هذه الحرب ما يزيد عن سبعين ألف قتيل على
حسب تقدير الكاتب وانتهت بهزيمة العمانيين وانهيار دولتهم الفتيه في الكونغو على
يد البلجيكيين.
العرب صائدي العبيد
البلجيكيين
غلفوا أسباب الحرب بالديباجة المعروفة التي تكيل الاتهامات للعرب بوصفهم صائدي عبيد
محاولة منهم لتبرير هذه الحرب أمام الأمم الأوربية المتحضرة. هذه التهمة يسهل
نفيها من خلال الكتاب نفسه حيث يذكر مؤلف الكتاب سيدني أن بعض الزعماء الأفارقة
قدموا لهم مجموعه من العبيد كهدية وقد قاموا بقبولها وتجنيد هؤلاء العبيد في
صفوفهم وهذا ينافي التسمية التي أطلقها على أعداءة العرب صائدي العبيد حيث أن عروض
العبيد تأتيهم من الزعماء الأفارقة أنفسهم ولا حاجه لاصطيادهم من قبل العرب بل انه يذكر أن اغلب العبيد الأفارقة يفضلون
البقاء في العبودية على الحرية لان حريتهم تعني الاعتماد على أنفسهم أما العبودية فتكفل
لهم العيش.
عادة أكل لحوم البشر
الكتاب عبارة عن سرد الكاتب لذكرياته حول هذه
الحرب والمعارك التي شارك فيها ومشاهداته حول سكان المنطقة الأصليين يتحدث الكاتب
عن عادة أكل لحوم البشر لدى بعض القبائل الكونغويه لدرجة انه لا يمكنك إن تعثر على
جثه غير مقطعه بعد أي معركة بل يذهب الكاتب الى أن بعض القبائل الافريقية تقوم
بتربية البشر كالمواشي بغرض الاكل لاحقا وبعض القبائل تقوم باكل الاسرى كعلامة
للنصر.
إعجاب بالعرب العمانيين
يتحدث
الكاتب بإعجاب عن مدينة كاسونجو التي بناها العرب العمانيين ويشيد بعملهم الرائع
الذي اخرج كاسونجو الى الوجود في شرق الكونغو. الكتاب جدا شيق و يفتح نافذة على
النفوذ العماني في الكونغو الذي سبقه النفوذ العماني في ستة دول أفريقية و هي
تنزانيا وكينيا والصومال وجزر القمر وموزابيق ومدغشقر. نتمنى أن ينشئ مركز منفرد
للدراسات العمانية الأفريقية ليهتم بهذا التراث الحضاري الكبير الذي خلفة
العمانيين في شرق أفريقيا قصص الشخصيات
العمانية في شرق افريقيا كتيبو تيب والسيدة سالمة والسلطانة فاطمة تشكل ماده دسمة للأعمال
الفنية والوثائقية يجب أن تستغل نتمنى ان نرى افلام وثائقية حول هذة الشخصيات
المثيرة و نرجو من الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أن تستفيد من تجربة البي بي
سي في مجال الأفلام الوثائقية فتاريخنا ماده دسمه لمثل هذه الأعمال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق