الخميس، 5 سبتمبر 2013

الكويت من الإمارة الى الدولة ذكريات العمل الوطني و القومي

كتاب الكويت من الإمارة إلى الدولة ذكريات العمل الوطني والقومي للدكتور أحمد الخطيب السياسي الكويتي المعروف.  أحمد الخطيب لمن لا يعرفة هو سياسي مخضرم في الكويت وعضو في المجلس التأسيسي في الستينات وهو المجلس الذي حدد معالم الديمقراطية وآلياتها في الكويت ودائما ما يحب الدكتور أحمد الخطيب أن يصنف نفسة كمعارض وهو كذالك فهو معارض للحكم التقليدي الذي يسمية حكما عشائريا ويعمل على ان تتجاوزة الكويت منذ بدأ نشاطة السياسي. هذة المعارضة الدائمة للدكتور أحمد الخطيب ظهرت في الاحداث التي مرت بالكويت مؤخرا حيث انه اصطف الى جانب المعارضة على الرغم من إختلاف الايدلوجيا بينه وبين أغلب الوجوة البارزة في هذة المعارضة. الكتاب يأتي على شكل مذكرات يشرف عليها الدكتور غانم النجار وهو يغطي الفترة من ولادة أحمد الخطيب الى فترة السبعينيات.
شكر و وفاء
يبدأ الدكتور أحمد الخطيب كتابة بشكر و وفاء لكوكبة من رجالات الكويت الذين ضحوا في سبيل بناء الدولة الحديثة بوضع صورهم في الصفحات الأولى هؤلاء الرجال الذين يشكرهم أحمد الخطيب هم اعضاء تجربة المجلس التشريعي التي قامت في الكويت سنة 1938 الى 1939 في عهد الشيخ  أحمد الجابر الصباح (والد الأمير الحالي) المجلس التشريعي هذا سحق بقوة على يد أحمد الجابر بمساعدة القبائل التي ارسلتها السعودية لمعاقبة وترويع المؤيدين لهذة التجربة من هنا نلاحظ النظرة السلبية لدى الدكتورأحمد الخطيب اتجاه النظام السعودي بصفتة العقبة الأكبر في وجه التحول من الحكم العشائري الى الدولة في الخليج العربي. يذكر الدكتور أحمد الخطيب أن أحد أهم الأسباب التي دعته لكتابة المذكرات التدجيل والتزوير الذي تعرض له تاريخ الكويت لصالح العائلة الحاكمة  ويرى انه تم الغاء دور الكويتيين مما أثار أشمئزاز الكثير من الكويتيين وهو منهم.
البدايات
ولد الدكتور أحمدالخطيب في حي الدهلة في وسط الكويت سنة 1928 لأسرة متواضعة الدخل وعمل والدة وجدة كمقاتلين دفاعا عن الكويت يذكر الدكتور  أن والده خسر يدة وأصيب في رجلة في أحد المعارك دفاعا عن الكويت وما أن عاد حتى تم قطع راتبة لانه لم يعد قادرا على حمل السلاح!! قطع الراتب الذي يصفة الدكتور أحمد الخطيب بالجحود من الشيخ أحمد الجابر صعب من وضع الأسرة المادي واضطرت على أثرة والدتة من العمل في المنازل الأخرى. هذة أول إشارة حول مسببات النظرة الغير ايجابية التي يحملها الدكتور أحمد الخطيب اتجاة أسرة الصباح و يبدوا انها من المسببات الأولى لها.
تزايد نفوذ الأسرة
يذكر الدكتور الدكتور أحمد الخطيب انه شهد في بداياتة تزايد نفوذ أبناء الأسرة بعد فشل تجربة المجلس التشريعي بشكل لم يكن يحظوا به من قبل و تعزز هذا النفوذ بعد تصدير النفط حيث لم يعد حكام الكويت يعتمدون على التجار في تغطية تكاليف الحكم مماعزز التفرد به و التسلط  ويروي الدكتور أحمد الخطيب كيف ان الدوائر الحكومية اصبحت تدار وكأنها ملك خاص لمديريها من الأسرة الحاكمة في فترة من الفترات ويضيف ان الدوائر الحكومية  اصبحت ساحة للتنافس بين افراد الأسرة الطامعين في الحكم و تجميع المؤيدين هذا التنافس وصل في بعض الأحيان الى تكديس الأسلحة و جلب المرتزقة  استعدادا للمواجهة بين أبناء الأسرة لصالح هذا الطرف او ذاك. يقول أحمد الخطيب ان العقلاء في الكويت لا يتدخلون في الصراعات بين أجنحة الأسرة الحاكمة لأنهم في النهاية سيكتوون بنيرانها إن فعلوا. وكنتيجة لتزايد النفوذ هذا قام أحد أفراد أسرة الصباح بسلب أرض خاصة بوالدة الدكتور أحمد الخطيب ولم يتمكنوا من استرجاعها حتى اليوم.

الشيعة
كذالك يتذكر الدكتور أحمد الخطيب نقل أسر كاملة كقطيع من أغنام كما يصفهم ونقلهم الى ايران بحجة انهم ايرانيون وخطر على عروبة البلد يلقي الدكتور باللوم حول هذا التصرف على المذهب الوهابي المعادي للشيعة والمحفز للتعصب القبلي العنصري في الجزيرة مما جعل الشيعة يتخوفون من أي ايدلوجيا يتبناها الغالبية خوفا من ان يكتووا بنيرانها بحكم أنهم أقلية وهو يعني هنا تخوفهم من المد القومي.
التدخل السعودي
كما يتذكر الدكتور أحمد الخطيب مشهد رجال عراة الصدور وأشكالهم غريبة يعلقون رجل على خشبة مصلوبة وهو يلفض انفاسة الأخيرة الرجل المعلق كان محمد المنيس احد قادة الحركة الإصلاحية التي اثمرت عن المجلس التشريعي في عامي 1938 و 1939م اما الرجال غريبي الاشكال هم من بعثهم الملك عبدالعزيز لمساعدة الشيخ احمد الجابر في القضاء على تجربة المجلس التشريعي.
الدراسة
درس الدكتور أحمد الخطيب في المدرسة المباركية ليتم بعدها إرسالة الى لبنان ليكمل دراستة في الجامعة الامريكية بمساعدة الأستاذ عبداللطيف الشملان حيث درس الطب في هذة الجامعة وتخرج منها كأول طبيب كويتي في الخمسينيات ويذكر ان دراستة في هذة الجامعة أفادتة حيث ان لبنان كانت تعج بالأفكار السياسية القومية والشيوعية بكافة فصائلها من هنا اتيحت الفرصة للدكتور أحمد الخطيب في التعرف عليها.
العودة
عاد الدكتور أحمد الخطيب الى الكويت كأول طبيب كويتي و محملا بالافكار القومية و التقدمية في عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح ولكن ما لبث الدكتور حتى إستقال من العمل الحكومي في الصحة على إثر مواجهة بينه وبين أخ الحاكم أدت الى عراك بينهما مما دفعه الى فتح عيادة خاصة و الإستغناء عن العمل الحكومي. هذة المواجهات بين الدكتور أحمد الخطيب وافراد من أسرة الصباح تكررت أكثر من مره في الكتاب ويذكر ان أحد الشيوخ هدد بقطع رأسة في مجلسة و أمام جمع من الناس عقابا له على نشاطة السياسي.
عبدالله السالم
على الرغم من النظرة الغير ايجابية التي يحملها الدكتور أحمد الخطيب اتجاه الشيوخ من آل الصباح الا انه نلاحظ إحتراما خاصا للشيخ عبدالله السالم  و هو حاكم الكويت من عام 1950م الى  منتصف الستينيات و في عهدة استقلت الكويت ووضع الدستور وأنتخب أول مجلس أمة. يرى الدكتور أحمد الخطيب أن عبدالله السالم وفر نوعا من الانفتاح ساهم في تنشيط الحركة السياسية و الثقافية في الكويت في فترة الخمسينيات ومع ذالك يعتقد صاحب المذكرات إن عبدالله السالم لم يسلم من الضغوطات التي كان يمارسها عليه أفراد الأسرة الحاكمة  للحد من هذا الانفتاح المضر بسلطتهم كما أن السعودية كانت تتدخل للضغط على عبدالله السالم للتراجع عن بعض السياسات المنفتحة والتي ترى فيها السعودية تفريطا في الحكم. عبدالله السالم كما يبدو من كتاب الدكتور أحمد وازن الأمور ارضاءا لعدة اطراف فاعلة في الكويت الشعب والشعور القومي من جهة والأسرة الحاكمة و الحماية البريطانية والجارة السعودية من جهة أخرى. فعبدالله السالم غضب من المناداة بالانضمام الى الوحدة العربية في مهرجان بثانوية الشويخ وأمر قوى الأمن بردع المسؤولين عن هذا المهرجان كما ان عبدالله السالم كان ينزعج من تعليق الكويتيين لصور عبدالناصر ويقول للمقربين منه الا يعلم هؤلاء اني حاكمهم لا عبدالناصر. الا ان عبدالله السالم ونتيجة لتقريبة عددا من القوميين كان اكثر انفتاحا اتجاة الافكار القومية للشباب وتجاوبا معها من بقية أفراد  الأسرة. الشيخ عبدالله السالم اصيب بوعكة صحية في احدى الجلسات الافتتاحية لمجلس الأمة اقعدتة فالفراش حتى وفاتة خلال أسابيع  من إصابتة بها  الدكتورأحمد الخطيب كان ملازما للشيخ عبدالله السالم في فترة مرضة حتى وفاتة الى جانب الشيخ سعد العبدالله السالم إبن الأمير (و ولي العهد و الأمير الوالد لاحقا) وينتقد الدكتور تصرفات آل الصباح اتجاه مرض الأمير حيث  يرى أن معظم افراد الأسرة فرحوا بمرض عبدالله السالم لأنهم كانوا يعتبرونة عقبة في سبيل استمتاعهم بالسلطة المطلقة ويذكر أحمد الخطيب ان حدث وفاة عبدالله السالم طغت علية مظاهر الفرحة لتولي صباح السالم السلطة وتحول الأمر من مناسبة للحزن تقدم فيها التعازي الى مناسبة للفرح تقدم فيها التهاني!!
المجلس التأسيسي
إستقلت الكويت سنة 1961و في سنة62 تشكل المجلس التأسيسي من الوزراء واعضاء اخرين منتخبين لوضع دستور للبلاد و نجح الدكتور أحمد الخطيب في الوصول الى المجلس التأسيسي عن طريق الانتخابات بل ونجح فالوصول الى منصب نائب رئيس في هذا المجلس. وصول أحمد الخطيب الى منصب نائب الرئيس أثار حنق الشيوخ وعملوا بكل جهدهم لكي لايمارس احمد الخطيب دوره كنائب رئيس و يذكر مثلا ان الجلسات التي لايحضرها الرئيس كانت تلغى لكي لا يتمكن الدكتور أحمد الخطيب من ترأس الجلسة!! انبثقت عن هذا المجلس عدة لجان منها لجنة الدستور المكلفة بوضع دستور للبلاد وتكونت من خمسة أعضاء من ضمنهم الشيخ سعد العبدالله لم ينجح الدكتور في الوصول لعضوية لجنة الدستور الا انه يذكر الدور السلبي الذي لعبة الشيخ سعد العبدالله لصالح الأسرة الحاكمة تقييم الدكتور للدستور الذي خرجت به اللجنة انه لابأس به كخطوة أولى على الرغم من تحفظاتة الكثيرة عليه و عرج الدكتور على مسألة الأحزاب السياسية وذكر ان الدستور وضع الباب مواربا اتجاهها لم يمنعها ولم يقرها وترك الأمر للزمن.
مجلس الأمة
دخل الدكتور أحمد الخطيب في اول انتخابات لمجلس الأمة وفاز بمقعد فيه سنة 1963م وكان على علاقة طيبة مع عبدالله السالم إستقال بعدها من مجلس الأمة بعد وفاة عبدالله السالم على إثر احتجاجا من موقف الحكومة اتجاة العمل البرلماني وتدخل الشيوخ فيه.واتى  الدكتور أحمد الخطيب على ذكر تزوير انتخابات سنة 67 من قبل السلطة الحاكمة حيث يشير الى ان السلطة الحقيقة لم تكن في يد الأمير الجديد صباح السالم الذي كان رجلا بسيطا ولكنها كانت في يد  من يصفهم بالثنائي الشيخ جابر الأحمد والشيخ سعد العبدالله و يشير ان الحياة البرلمانية تعرضت للتعطيل على يد هذين الرجلين الى ان علقت نهائيا في السبعينات وهو ما سيأتي على ذكرة في الجزء الثاني من مذكراتة. يذكر الدكتور انه تم تزوير انتخابات 67 بشكل فاضح بتواطؤ واضح من الجماعات الدينية التي سعت لإكتساب الجماهير حيث ان الحكومة قامت بتزوير انتخابات 67 بمساعدة مستشار وزير الداخلية الكويتي وهو إخواني مصري فار من الحكم الناصري و كانت الصناديق تؤخذ الى بيت هذا الإخواني وتستبدل بصناديق أخرى وكما هو متوقع تمكنت السلطة من تدجين البرلمان  يحذر الدكتور أحمد الخطيب الجماهير من الانسياق للاحزاب الدينية لانها ستحفر قبرها بيدها ان فعلت فهذة الاحزاب لا تؤمن بالديمقراطية ولا الدستور!!
الإنجليز و الإصلاح
يرى الدكتور أحمد الخطيب ان الانجليز معارضين للإصلاح ولو أدت بعض تصرفاتهم الى الإعتقاد بعكس ذالك ويعتقد ان ضرب الحركات الإصلاحية يأتي من بريطانيا التي تدعي أول الأمر تعاطفها مع هذة الاحداث كما حدث فالكويت سنة م1938. و يتحدث أحمد الخطيب عن مجلس منتخب في دبي تم قتله من قبل الحاكم عن طريق مكيدة برضا السلطات البريطانية!!! و سعيد بن تيمور ورد فالحديث عن عداء البريطانيين للحركات الاصلاحية ويقول أحمد الخطيب  لو ان بريطانيا تؤيد الإصلاح ما أيدت هذا الرجل طبعا لم يقدم الدكتور جديدا فيما يخص الصورة النمطية للسلطان سعيد بن تيمور خصوصا عند القوميين العرب من منع للنظارت و التعليم وغير ذالك.

العمل القومي في الخليج
يتحدث الدكتور أحمد الخطيب في أخر كتابة عن مساهمة القوميين الكويتيين في العمل القومي العربي ومساعدتهم لإبناء الخليج العربي وجنوب الجزيرة حيث تم تأسيس مكتب تحرير الخليج العربي وجنوب الجزيرة سنة 1956م الذي اشترك فيه عدد كبير من مواطني هذة المنطقة. تكونت الهيئة التنفيذية لمكتب التحرير من 12 عضوا يمثلون بلدان الخليج و اليمن بشقية وكان لسلطنة مسقط ممثل و إمامة عمان ممثل و إمارات ساحل عمان ممثل في الهيئة التنفيذية لمكتب تحرير الخليج وجنوب الجزيرة. ممثل مسقط كان حسين حيدر درويش وممثل عمان محمد أمين عبدالله وكان لهذا المكتب عدة نشاطات ملموسة لدعم حركات التحرر. هذا بعض ما ورد في كتاب الدكتور #أحمد_الخطيب السياسي الكويتي المخضرم على أمل ان اتمكن من قراءة الجزء الثاني منهذة المذكرات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق