الاثنين، 25 فبراير 2013

مذكرات عن مراحل النضال و التحرير 1960-1969

كتاب مذكرات عن مراحل النضال والتحرير 1960م-1970 لعبدالقادر احمد باكثير عضو القيادة المحلية للجبهة القومية بحضرموت. الكتاب يتكون من جزئين وهو يروي احداث النضال والتحرير كما يسميها الكاتب في حضرموت التي اصبحت لاحقا جزء من ماعرف بعدها باليمن الجنوبي. ولو ان الكتاب يطرح وجهة النظر الشخصية للكاتب حول تلك الاحداث الا ان اهميتة تكمن في تسليط قليل من الضوء على تاريخ اليمن الجنوبي الحديث المبهم بالنسبة للكثير من الاجيال العمانية الشابة فشخصيا ارى ان تاريخ جمهورية اليمن الجنوبي مهم لنا لتأثير الاحداث التي وقعت فيه على بلدنا فقد الهمت هذه الاحداث ثورة ظفار كما قامت هذه الجمهورية بدعم ما كان يعرف بالجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي التي قادت ثورة ظفار وشكلت مصدر إلهام للمثقفين  القوميين في الخليج. صاحب المذكرات حضرمي ولد بسيؤن سنة 1939م انظم للجبهة القومية في حضرموت واصبح عضو القيادة المحلية فيها بعد سقوط السلاطين. اليمن الجنوبي قبل الاستقلال كان خاضعا للحماية البريطانية  فيما كان يعرف بمحمية عدن فالبريطانيون كانوا يحكمون عدن مباشرة بينما توزع حكم المناطق خارج مدينة عدن على العديد من السلاطين و الامراء والشيوخ في وضع مشابه لوضع امارات ساحل عمان بعض هذه السلطنات والمشيخات كانت متواجدة قبل الاحتلال البريطاني لعدن وبعضها الاخر اتت كنتيجة لتسويات فرضها الامر الواقع بعد الاحتلال.

المشهد السياسي
 اثناء حكم عبدالناصر لمصر تأثر ابناء اليمن الجنوبي كغيرهم من العرب بالشعارات القومية ودعاوى التحرر والتخلص من الاستعمار  وبناء على ذالك بدأت التيارات القومية تتسرب الى ابناء اليمن الجنوبي لتتبلور لاحقا كقوى سياسية جديدة بعضها ناصري الهوى والاخر بعثي اوشيوعي هذه القوى السياسية زاحمت رابطة الجنوب العربي التي تشكلت في بداية الخمسينات قبل انتشار الافكار القومية الناصرية مطالبة بتوحيد سلطنات ومشيخات محمية عدن في دولة واحدة  ونجحت هذة القوى الجديدة في اقصائها بوصفها قوى رجعية وعميلة وموالية للاستعمار رابطة الجنوب العربي تكونت من المثقفين والتجار وطالبت بدولة واحدة للجنوب بيد انها لا تعترف بتبعية الجنوب لليمن لذا لم تكن تطالب بالوحدة مع الشمال حاولت الرابطة ان توحد سلطنات ومشيخات الجنوب وقد نجحت في انشاء اتحاد الجنوب العربي الذي انضمت الية بعض السلطنات والمشيخات الا ان الدعاية الناصرية ضد هذا الاتحاد اسهمت في فشل التجربة وانهيارها لتنهار بعد ذالك سلطنات الجنوب العربي الواحده تلو الاخرى.

بدء الثورة
 شكل الانقلاب على البدر إمام اليمن واعلان الجمهورية في اليمن الشمالي نقطة الانطلاقة لشباب جنوب الجزيرة العربية للدخول في مرحلة العنف فبعد اعلان الجمهورية في الشمال وقعت احداث ردفان التي كانت نقطة الانطلاقة لابناء الجنوب المتحمسين لحمل السلاح ضد البريطانيين والسلاطين اقتصر عمل النضال في الجنوب مابعد احداث ردفان على التفجير واستهداف الانجليز والمتعاونين معهم وقامت اذاعة صوت العرب بدورها المعتاد فهولت وضخمت من حجم الاعمال مستهدفة بذالك اقناع الشعب الجنوبي بقوة الجبهة القومية وحملهم على تأييدها والوقوف معها.

سقوط السلطنات القعيطية والكثيرية و المهرية
الكاتب يغطى احداث سقوط ثلاث سلطنات بدوره ساهم فيها كعضو في الجبهة القومية هذه السلطنات  كانت الاكبر مساحة وذات ثقل في الجنوب كما ان هذة السلطنات لم تدخل في اتحاد الجنوب العربي وهي سلطنة القعيطي في المكلا وسلطنة الكثيري في سيؤن وسلطنة بن عفرير في المهرة. سقطت سلطنة القعيطي في المكلا في 17/9/1967م وكان سقوط هذه السلطنة حدثا مهما لصالح الجبهة القومية تتابعت بعدها سقوط السلطنات. السلطنة القعيطية سقطت في حين كان السلطان القعيطي في السعودية لمناقشة الاوضاع في المنطقة فالسعودية كانت داعمة للسلطنات بينما دعمت مصر الجبه القومية السلطان اوكل في اثناء غيابة شؤون الحكم للجنة من المقربين له وقادة جيشه غير ان هذه اللجنة اثبتت عدم اهليتها وسقطت السلطنة نتيجة لذالك. هذه اللجنة انخدعت بتضخيم اذاعة صوت العرب للأحداث وتمكن بعض القوميين من اقتاعها انه لا جدوى من المقاومة و وافقت عندئذ على تسليم الحكم للجبهة القومية مع ان الاخيرة لم تكن تملك من القوة ما تستطيع من خلالة مواجهة جيش السلطان النظامي. ما ان اتفقت لجنة السلطنة على تسليم الحكم للجبهة حتى فوجئت ببرقية من السلطان القعيطي تخبرهم بوصوله في اليوم التالي برفقة ضيوف  له وصول السلطان اربك الموقف حيث ان حضورة من الممكن ان يثير حماسة المؤيدين له الذين سيقضون على الجبهة في حال المقاومة فالجبهة في حقيقتها ضعيفة ومشتتة واكتسبت هذه الهالة عن طريق تهويل صوت العرب لها وخاف اعضائها من الانكشاف في حال المواجهة فاقنع شباب الجبهة اعضاء لجنة السلطنة ان يرفضوا استقبال السلطان لانه سيعتبرهم عندئذ خونة او على الاقل غير كفؤ لتحمل الامانة الملقاه عليهم وهذا ماحدث بالفعل حيث تم توجيه مدافع على سفينة السلطان وطلب منه المغادرة والا قاموا بقصف السفينة غادرت السفينة راضخة للتهديدات السلطان القعيطي رفض المغادرة ولكنه لم يكن يملك من الامر شيئ بعد ان قرر القبطان عدم الرسو في الميناء ورجعت السفينة الى السعودية تبين ان الضيوف الذين كانوا برفقة السلطان هم سلطان الدولة الكثيرية وبن عفرير سلطان المهرة الذين شاركوا في محادثات السعودية. فالسفينة التي هددت بالقصف كانت تحمل ثلاث سلاطين سقطت سلطناتهم تباعا بعد سقوط السلطنة الاقوى السلطنة القعيطية في المكلا. يواصل باكثير الحديث عن ذكرياتة حيث انه كان عضوا في اللجنة الشعبية التي تكفلت بادارة المنطقة التي عرفت سابقا بالسلطنة الكثيرية يتذكر باكثير انه بعد سقوط المنطقة بيومين وقع عراك بالايادي بين اثنين من قادة المناضلين!! مما يدل على المستوى السطحي للثورجية. تحررت كافة المناطق الجنوبية من الانجليز وسلم هؤلاء السلطة الى التنظيم الاقوى وهو الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن بزعامة قحطان الشعبي.

إعلان الجمهورية
 اعلنت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية برئاسة قحطان الشعبي في 30 نوفمبر 1967م ودمجت اراضي السلطنتين القعيطية والكثيرية لتشكل محافظة حضرموت. واجه قحطان الشعبي مشكلة تناقضات القوى السياسية في الجبهة بين قومية وشيوعية فالاخيرة بدأت بالاستقواء بالمعسكر الشرقي و في يونيو من عام 1969م تمكن الشيوعيين من اجبار الشعبي على التنازل عن الرئاسة بعد مناوشات استمرت طوال فترة رئاستة وقد تعرض قحطان الشعبي اول رئيس لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية للضرب والاهانة  من رفاقة المناضلين وتم سجنة في وقت لاحق و تشكل مجلس رئاسي سيطر عليه اليساريين وانتخب سالم ربيع علي المعروف بسالمين رئيسا لهذا المجلس والاخير كان يعمل فراشا في الكويت. تحدث الكاتب  عبدالقادر باكثير عن اعتقالات الرفقاء المناضلين لاخوانهم في النضال وتعذيبهم والتنكيل بهم واعدامهم واغتيالهم!!!! عاث الشيوعين في اليمن فسادا تحت شعارات ما انزل الله بها من سلطان وتنظيرات لاتنطبق على واقع المجتمع اليمني سالم ربيع علي تم اغتيالة من قبل اخوانة المناضلين واتى بعده عبدالفتاح اسماعيل وهو من اعتى اليساريين الى السلطة ليتنازل لاحقا لعلي ناصر محمد. في سنة 86 وقعت مجزرة في عدن بين انصار علي ناصر محمد والرئيس السابق عبدالفتاح اسماعيل وقع على اثرها الثاني صريعا وخرج الاول من البلاد من اهم اسباب الاختلاف بين عبدالفتاح اسماعيل وعلي ناصر محمد هو تحديد موقف اليمن الجنوبي من عمان فالاول يرى مواصلة العداء للسلطنة والثاني يرى تفرغ اليمن لمشاكلها الداخلية والتوقف عن دعم الحركات الثورية في الخارج التي انتهى زمانها مع تصدع الاتحاد السوفيتي. كلما قرأت عن تاريخ اليمن الجنوبي الجمهوري ترحمت على السلطان سعيد بن تيمور الذي وقف جدارا صلبا في وجه انصاف المتعلمين وعرابهم عبدالناصر عمان تدين لهذا الرجل بالكثير رحم الله سعيد بن تيمور وامد الله لنا في عمر ابنه صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد.

هناك 4 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. غير صحيح أن الرئيس قحطان الشعبي تعرض للضرب والاهانة من رفاقه فمن ذا الذي كان يجرؤ ان يرفع عينه في وجه المناضل الوطني الاكبر قحطان محمد الشعبي سواء قبل أو بعد الاستقلال. كما ان اذاعة صوت العرب المصرية لم تكن تؤيد الجبهة القومية في 1967 فقد صارت مصر تدعم فقط جبهة التحرير التي أقامتها في 13 يناير 1966 لتقضي مصر على الجبهة القومية التي كانت قيادتها ممثلة بالمناضل الفذ قحطان الشعبي ترفض الرضوخ لتوجيهات القاهرة.// عبدالرحمن صالح عوذلي (من مناضلي الجبهة القومية).

    ردحذف
  3. فعلا تعليق الاستاد عبدالرحمن عوذلي قبل سنتين واكثر بأنه الرئيس الشهيد قحطان محمد الشعبي لم يتعرض لضرب ولكن سجن مدى الحياه بين اربع جدران وحيداً وبدون اي محاكمه ولا تهمه ولكن للرعب من خروجه وانتقامه من سلطة سالمين وعبدالفتاح ومحمد علي هيثم ومحسن الشرجبي وعلي ناصرمحمدالحسني خصوصا بعدما قتلوا المناضل الكبير فيصل الشعبي بزتزانه جنب زنزانة قحطان بمعتقل فتح بالتواهي وقد قتلوا قحطان بعد 12 سنه حبس انفرادي في 7 يوليو 1981 في حكم علي ناصر الله يرحم بطلي الثورة والاستقلال قحطان وفيصل

    ردحذف
  4. تاريخ تعليقي كتبتم
    غلط انه 4 يناير2020 ونحن اليوم عادنا 2 يناير

    ردحذف