عنوان المجد في تاريخ نجد

كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد للشيخ عثمان بن بشر يتناول تاريخ الدعوة الوهابية و الدولة السعودية الاولى وجزء من من الدولة السعودية الثانية. الشيخ عثمان بن بشر عالم دين نجدي عاصر بعض الاحداث التي وقعت في الدولة السعودية الثانية و نهايات الدولة الأولى كما أخذ الروايات ممن عايشوا احداث الدولة الأولى وكتب كتابة في عهد الإمام فيصل بن تركي (الجد الثاني لملوك السعودية اليوم). كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد عند السعوديين بمثابة كتاب تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان لنور الدين السالمي عند العمانيين فهو من أهم المصادر المختصة بتاريخ الدولة السعودية وقد حقق الطبعة الرابعة الشيخ عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ أحد علماء المملكة العربية السعودية في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله كما انه من أسرة آل الشيخ المنحدرة من الشيخ محمد بن عبدالوهاب صاحب الدعوة الوهابية السلفية. تكمن أهمية الكتاب بالنسبة لنا نحن كعمانيين في استكشاف احداث التاريخ المشتركة من وجهة النظر السعودية  فالدولة السعودية الأولى (وبدرجة أقل الثانية) أمتد تأثيرها على كل الجزيرة العربية بما فيها عمان لذا كان من المهم الاطلاع على المصادر السعودية سعيا للوصول الى الصورة الأقرب لما وقع من احداث.

بدايات الدولة السعودية الأولى

الجزء الأول من الكتاب يحتوي الى جانب المقدمات على سيرة محمد بن عبدالوهاب منذ نشأتة الى عقده التحالف مع محمد بن سعود (الجد الخامس لملوك السعودية اليوم) و الذي يعتبر مؤسس الدولة السعودية الأولى  فقد عقد التحالف بين محمد بن عبدالوهاب و محمد بن سعود سنة 1157ه (1744) أي تقريبا في نفس الفترة التي انتقل فيها حكم عمان الى آلبوسعيد بمبايعة الإمام أحمد بن سعيد إماما على عمان (1741م). يسرد أبن بشر الاحداث فالجزء الاول بعد عقد الحلف السعودي الوهابي مرتبة حسب السنين التي وقعت فيها من عام 1157ه-1237ه (1744-1822م). ولد محمد بن عبدالوهاب في العيينة بنجد وابوه القاضي في تلك البلده وتلقى تعليمه الاولي على يد والده الى ان رحل في طلب العلم الى الحجاز والبصرة وعاد الى بلده واختلف مع والده حول ارائة الجديدة وانكارة لبعض الأمور الواقعة في نجد من مخالفات وبدع  لذا لم يبدء بالدعوه الى ان توفي ابوه. نجح محمد بن عبدالوهاب في ان يقنع حاكم العيينة  ابن معمر بعد وفاة والدة بتبني الدعوة السلفية والعمل على محاربة البدع ولكن حاكم العيينة لم يستطيع الاستمرار معه ورضخ لتهديدات الحكام المجاورين له في نجد المنزعجين من دعوة بن عبدالوهاب الجديدة يذكر انه من اشد اعداء دعوة محمد بن عبدالوهاب اخوة سليمان بن عبدالوهاب ويعزي ابن بشر ذالك للحسد والغيرة!! ويذكر انه رجع لاخوة وتاب في وقت لاحق. اتجه بن عبدالوهاب بعد ان ضاقت العيينة به الى الدرعية قاصدا احد معارفة من آل سويلم وحاكم الدرعية في ذالك الوقت محمد بن سعود. محمد بن عبدالوهاب اتى الى الدرعية هاربا من نغمة رؤساء نجد علية ولم يدخل على محمد بن سعود الا بعد ان توسط انصارة له عند زوجة بن سعود والتي كانت سببا في اقناعه بايواء بن عبدالوهاب والتحالف معه!! (يبدو ان المراءة لها ان تتدخل فشؤون الولاية في ذالك الوقت) ويتضح من الشرط الذي شرطة محمد بن سعود على بن عبدالوهاب ان الاتفاق لم يكن مبنيا على ايمان بالدعوة بقدر ما كان مبنيا على مصالح مشتركة فمحمد بن سعود شرط على بن عبدالوهاب ان لا يعترضه فيما يأخذة من اموال من رعاياه وفق عادات الحكم في نجد في تلك الفترة فوافقة على ذالك بن عبدالوهاب!! بدء التحالف في شن الغارات على المناطق المجاورة وبدأت عمليات النهب والسلب (كما يسميها ابن بشر)تحصل على غطاء شرعي بعد ان كانت جزء من حياة وتقاليد البادية  فكل من لم يخضع لابن سعود مشرك تنهب اموالة وتغنم مواشية وتقطع نخيلة الى ان يدخل في طاعة الامام ابن سعود (يبرر محقق الكتاب الشيخ عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ قطع ابن سعود لنخيل اهل نجد بقطع الرسول الأكرم نخيل بني قريضة!!)  توفي الإمام محمد بن سعود عام 1766م بعد ان نجح بسبب التحالف مع بن عبدالوهاب في تكوين اقوى إمارة في نجد بيد ان حكم محمد بن سعود لم يخضع نجد بالكامل وهذا الذي سيقوم به ابنه الإمام عبدالعزيز بن محمد ويخضع نجد واغلب شبة الجزيرة العربية لحكمه بويع عبدالعزيز للإمامة بعد وفاة والدة سنة 1766م و توفي الشيخ محمد بن عبدالوهاب في عهدة سنة 1791م وفي عام 1793م دانت لعبدالعزيز بن محمد بن سعود أغلب بلاد نجد وبدء بالتفرغ لغزو البلدان المجاورة حيث سير اول جيش للحجاز في تلك السنة.  سيطر عبدالعزيز على الحجاز بالتزامن مع استيلاء الفرنسيين على مصر بعد فترة طويلة من الغزوات حيث لم يستطع شريف مكة مواجهتة دون دعم الدولة العثمانية المنشغلة بمواجهة الفرنسيين في مصر وفي عام 1801م أغار سعود بن الإمام عبدالعزيز على كربلاء وهدم قبة الحسين ونهب كل مافيها و قتل اغلب اهلها في البيوت والاسواق كما يذكر أبن بشر ويذكر ايضا من ضمن حوادث عام 1801م استيلاء السيد سلطان بن أحمد على البحرين واخذها من يد آل خليفة الذين استنجدوا بالسعوديين وهي أول إشارة لحاكم عماني في الكتاب ويذكر أبن بشر ان الإمام عبدالعزيز نصر آل خليفة وارسل معهم جيشا اخرج السيد سلطان من البحرين وقتل الفين من اتباعه يورد أبن بشر انه في عام 1802م قام الحجاج في مكة بتشكيل قوة لمناصرة شريف مكة ودرء الخطر السعودي وكان من ظمنهم السيد سلطان إمام مسقط . وفي عام 1803م قتل الإمام عبدالعزيز على يد شيعي انتقاما لغزو ابنه سعود بن عبدالعزيز لكربلاء وهدمه قبة الحسين بويع سعود بن عبدالعزيز بعد مقتل  والده وحكم الدولة الناشئة الى ان واجه الجيوش المصرية كما في وقت لاحق.

الدولة السعودية الأولى و عمان

إبن بشر لم يذكر شيئا عن رسالة الإمام عبدالعزيز لأهل عمان والتي يدعوهم فيها الى الطاعة وهي الرسالة التي ذكرها ابن رزيق في الفتح المبين ولكن إبن بشر يذكر ان حاكم رأس الخيمة صقر بن راشد كان واليا على عمان من قبل الإمام عبدالعزيز حيث انه من عادة الأخير ان يعتبر الزعماء المتحالفين معه ولاة له على مناطقهم و المناطق التي تجاورهم. لم يفت ابن بشر ان يذكر مقتل السيد سلطان بن أحمد على يد القواسم سنة 1804م كما ذكر قتل ابناء الأخير لأبن عمهم بدر بن سيف الذي ذهب الى الدرعية في عهد عمه راغبا فمساندة السعوديين له لحكم عمان وقد حكمها بعد مقتل عمه الى ان قتل هو على يد ابناء السيد سلطان. يذكر ابن بشر في احداث عام 1809م هزيمة السيد قيس بن الإمام حاكم صحار على يد الوهابيين وممثلهم حاكم رأس الخيمة سلطان بن صقر ومبايعة السيد عزان بن قيس لآل سعود وخضوعة لهم بعد الهزيمة الأمر نفسة الذي فعله سعيد بن سلطان ويذكر ان عمان دانت بكاملها لآل سعود. المبالغ المدفوعة من قبل البوسعيد كانت تعتبر زكاة ودليل خضوع من قبل السعوديين بينما اعتبرها السيد سعيد تكتيكا لتخفيف الضغط وترتيب الاوضاع الداخلية بينما ظلت علاقة السيد سعيد بالقوى الخارجية قائمة كما كانت كحاكم مستقل. في عام 1810م بعث الإمام سعود بحملتين لعمان الاولى بقيادة عبدالله بن مزروع والثانية بقيادة مطلق المطيري و نزلوا  البريمي يبدو ان حملة المطيري لم تتمكن من اخضاع صحار كما فعل القواسم واكتفوا بالنهب والسلب على طول ساحل الباطنة ومن ضمن احداث 1810م يورد ابن بشر استنجاد آل خليفة حكام البحرين بالسيد سعيد بن سلطان والعجم ضد آل سعود. وفي عام 1810م خرج ابناء الإمام سعود تركي وناصر وسعد من الدرعية دون أذن والدهم بعدما رفض ان يزيد في عطائهم واتوا لعمان لتعويض ما ينقصهم من اموال فقام أبناء إمام المسلمين كما يسمية أبن بشر بنهب عمان بدء من ساحل الباطنة وصولا الى صور وجعلان بمساعدة مطلق المطيري يذكر ابن بشر ان الإمام سعود غضب على ابنائة وامر مطلق بارجاعهم رجع الابناء ومرض منهم ناصر بن سعود وتوفي ولم يعده ابوه من شدة غضبة وفي سنة 1810م وقعت معركة بين مطلق المطيري وسعيد بن سلطان بسبب استيلاء الاخير على بلاد الجبري في سمائل والجبري حليف لآل سعود وفي عام 1813م قتل مطلف المطيري في عمان بعد ان قاد حملة في جعلان ولم يذكر ابن بشر تفاصيل هذه الحادثة.

نهاية الدولة السعودية الأولى

 وفي عام 1814م توفي الإمام سعود وخلفة ابنه عبدالله الذي سيواجه جيوش المصريين عام 1818م بقيادة ابراهيم باشا ابن والي مصر محمد علي باشا وقد سير الاخير جيوشة بناءا على طلب السلطان العثماني باسترداد الحرمين الشريفين من قبضة آل سعود وهزم الإمام عبدالله بن سعود ودمرت الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى واعدم اخر حكامها  بقطع رأسة في اسطنبول وتنتهي بذالك الدولة السعودية الأولى.

اجداد آل سعود

يبدء ابن بشر في الجزء الثاني من كتابة عنوان المجد بالتعريف بنسب آل سعود وفروعهم وتاريخهم السابق لقيام دولتهم الاولى. ذكر ابن بشر بداية ابناء ربيعة بن نزار والقبائل التي انحدرت منه عامة ويذكر انه وصل اليه ان اجداد ال سعود من بني حنيفة والجد الأكبر لآل سعود هو مانع المريدي الذي كان يسكن القطيف الى ان وهبة زعيم يدعى ابن حجر ارضا فالدرعية لرحم بينهما  نجح حفيد مانع المريدي وهو موسى بن ربيعه بن مانع في السيطرة على المدينة التي استوطنها جده وتفرد بالحكم فيها. تولى ابناء موسى بن ربيعه المريدي و احفاده حكم الدرعية الى ان وصل الحكم فيها لحفيدة محمد بن سعود  الذي حالف بن عبدالوهاب  وهو محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن ابراهيم بن موسى بن ربيعه بن مانع المريدي وهو من الجيل الثامن بعد مانع.

الدولة السعودية الثانية

ابن بشر بعد المقدمة حول نسب آل سعود وفروعهم وتاريخهم قبل قيام دولتهم بسرد الاحداث مرتبة على حسب السنين من 1822م-1850م  تشتت حكام الدولة السعودية الأولى ومشائخها بعد حملة ابراهيم باشا التي قضت على الدولة السعودية الاولى ونقل الكثير منهم الى مصر في عام 1822م قام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود (الجد الثالث لملوك السعودية اليوم) بالإستيلاء على بعض القرى في نجد بهدف إعادة احياء الدولة السعودية وفي عام 1825م نجح تركي بن عبدالله في السيطرة على الرياض و معظم اواسط نجد لتبدء بذالك الدولة السعودية الثانية. الرياض ستصبح عاصمة آل سعود في الدولة السعودية الثانية والثالثة بعد ان دمر ابراهيم باشا عاصمة دولتهم الاولى الدرعية.

رحمة الجلاهمة

يورد ابن بشر تاريخ وفاة رحمة بن جابر الجلاهمة سنة 1826م ويمتدحة بصفته احد رجال الدولة السعودية الأولى ومن أهل التوحيد. رحمة بن جبر كان يحاول التحالف مع السيد سعيد بن سلطان بعد انهيار الدولة السعودية الاولى للقضاء على اعدائة التقليديين آل خليفة حكام البحرين المصادر الانجليزية والبحرينية تذكر ان رحمة بن جبر مات منتحرا بحرق سفينتة التي حاصرها آل خليفة في عرض البحر ابن بشر يورد قصيدة في لرحمة بن جبر في التوحيد و ائمتة من آل سعود والمصادر الأخرى تخبرنا عن جشعه و وحشيتة وانتحاره!!

فيصل بن تركي

في عام 1827م هرب فيصل بن تركي من منفاه في مصر والتحق بوالده الذي نجح في استرجاع بعض من نفوذ اسرتة ويذكر ابن بشر انه في عام 1828م وفد الى الإمام تركي رجال من عمان يطلبون قاضيا يعلمهم وسرية تقاتل اعدائهم فبعث معهم الإمام تركي بن عبدالله عمر بن عفيصان قائدا للسرية والشيخ محمد بن عبدالعزيز العوسجي قاضيا وعبدالله بن سعود اميرا فالبريمي و يورد ابن بشر انه في عام 1832م جهز فيصل بن الإمام تركي جيشا بقيادة عمر بن عفيصان لغزو عمان مره اخرى  ويذكر ان هذا الجيش الذي سيرة فيصل بن الإمام تركي الى عمان بقيادة ابن عفيصان فتح بلدانا و اخذ عربانا!! في حوالي عام 1833م قتل الإمام تركي بن عبدالله على يد مشاري بن عبدالرحمن ابن عم بعيد للإمام تركي مشاري بن عبدالرحمن قتل الإمام تركي بهدف الإستيلاء على الحكم غير انه لم يهنئ به ففي نفس السنة قتلة فيصل ابن الإمام تركي انتقاما لوالده استلم فيصل بن تركي(الجد الثاني لملوك السعودية اليوم) الحكم بعد مقتل مشاري وبويع إماما على الدولة التي احياها والده الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود يذكر ابن بشر انه في حوالي عام 1834م استعمل الإمام فيصل بن تركي عبدالله بن رشيد على جبل شمر عبدالله بن رشيد سيؤسس لإمارة آل الرشيد التي ستطيح بالدولة السعودية الثانية وتحكم نجد الى قيام الدولة السعودية الثالثة. في عام 1835 بعث محمد علي باشا والي مصر الى الإمام فيصل بن تركي يطالبه بالخراج ليثبت تبعيته له وقد قام الإمام فيصل ببعث هدايا لوالي مكة محاولة منه للتودد ودرء خطر باشا مصر الكبير محمد علي باشا و في عام 1836 بعث محمد علي باشا خالد بن سعود بن عبدالعزيز اخ اخر حكام الدولة السعودية الاولى والذي كان منفيا في مصر لينتزع الحكم من الإمام فيصل وقعت نجد في حرب لمدة سبع سنوات بين ابناء العمومة بعد انهزام الإمام فيصل وحبسة في مصر وتنازع على الحكم فيها بعد انهزامه خالد بن سعود  بمساعدة المصريين وابن عم بعيد له يدعى ابن ثنيان نجح الإمام فيصل فالهرب من محبسة في مصر و وصل الى نجد حوالى سنة 1843م ليسترد حكم الدولة السعودية الثانية في عام 1848م سير الإمام فيصل حملة بقيادة سعد بن مطلق موجهه ضد ابن طحنون حاكم ابوظبي وتمكن شيخ ابوظبي من هزيمتهم فقصد المنهزمين من الحملة السعودية دبي واستضافهم زعيمها ابن مكتوم وشجعهم على محاربة شيخ ابوظبي وكذالك فعل شيخ الشارقة!! تمكنت الحملة السعودية من استرداد البريمي من شيخ ابوظبي بمساعدة ابن مكتوم شيخ دبي و القاسمي شيخ الشارقة!!  يذكر ان سعد بن مطلق المطيري عوقب من قبل الإمام فيصل بن تركي بسبب هزيمة حملتة في عمان على يد شيخ ابوظبي. ينتهي الجزء الثاني عند سرد احداث عام 1267ه (حوالي 1850) ويبدو انه هناك جزء ثالث مفقود من الكتاب فابن بشر ذكر انه سيتحدث عن اخبار حملة عبدالله ابن فيصل على عمان في الجزء الثالث وعقب المحقق ان هذا الجزء مفقود. والحق بالجزء الثاني من الكتاب صفحات اخرى بعنوان السوابق اوردت مقتطفات من تاريخ نجد العام قبل قيام الدولة السعودية الاولى.

تم بحمد الله